د يوسف عيسي
طبيب اطفال في المستشفى الأهلي
يعتبر ألم البطن عند الأطفال من المشاكل المرضية الشائعة ومن التحديات التي تواجه الطبيب وذلك لأن الاعراض غير محدده كما ان تقيم هذه الحالات بين الأطفال به صعوبة معتبرة. بالرغم أن ألم البطن عند الأطفال يكون من المشاكل البسيطة في أغلب الحالات لكنه أيضا قد يكون عرضا لمشكلة جراحية أو طبية خطيرة تمثل تحديا مهما لتشخيصها بدقة ومن ثم معالجتها بالطريقة الصحيحة.
أسباب ألم البطن عند الأطفال:
أولا: أمراض باطنة: مثل النزلات المعوية والامساك والتهابات الغدد اللمفاوية البطنية والتهابات المجاري البولية وكذلك التهابات الأمعاء والحماض الكيتوني السكري.
ثانيا: أسباب جراحية: تتمثل في التهاب الزائدة الدودية، التواء او انسداد الأمعاء، إصابات البطن المباشرة، التواء الفتاق الاربي، التواء الخصية او المبيض، وحصاوى الكلى.
ثالثا: أسباب أخرى: تشمل الاثار الجانبية للأدوية، تناول المواد السامة، او الألم الناتج عن فقر الدم المنجلي المنجلي، او قرحة المعدة، التهابات البنكرياس، وحصاوى المرارة، كما انه قد يكون بسبب التهاب الرئة، وقد ينتج ألم البطن بسبب الاصابة بحمى البحر الأبيض المتوسط.
التقييم السريري للمريض:
نحتاج الى اخذ تاريخه المرضي المفصل ويتبع ذلك فحصا سريريا دقيقا بهدف الوصول الى التشخيص ومعرفة السبب.
التاريخ المرضي:
معرفة عمر المريض مهم جدا وكذلك تاريخ بداية المرض.
تفاصيل ووصف الألم : نحتاج أن نعرف موضع الألم وتوقيت حدوثه وصفته وحدته و فترته الزمنية ثم معرفة ان كان متنقلا ام لا، أيضا من المفيد معرفة العوامل التي تزيد حدة الالم او تنقصه.
الانتباه الى أن من أسباب الم البطن حدوث الإصابات والضربات المباشرة على البطن.
اعراض مصاحبة لألم البطن ممكن تساعد في الوصول للتشخيص الصحيح: مثل الاستفراغ الأخضر، الاسهال والاسهال الدموي، عدم القدرة على اخراج البراز او الغازات، الإصابة بالسعال او ضيق التنفس، الشعور بالعطش الكثير والتبول الكثير، وجود ألام في المفاصل، الطفح الجلدي، او أعراض لمشاكل بولية.
التاريخ المرضي في الماضي: مثل التنويم في المستشفى سابقا او الإصابة بفقرالدم المنجلي أو اجراء أي جراحات سابقة.
التاريخ الدوائي: استعمال بعض الادوية قد يؤدي الى الام البطن.
التاريخ المرضي للأسرة: وجود أمراض في الاسرة مثل فقرالدم المنجلي او التليف الكيسي قد تساعدنا في التشخيص الصحيح.
الفحص السريري للمريض:
ملاحظة المظهر العام للمريض: من الأهمية بمكان الانتباه الى العلامات المهمه ، فقد يكون المريض شاحبا او فاقدا للسوائل او يتنفس بسرعة .
أخذ العلامات الحيوية للمريض: يساعد في تشخيص الحالة والمعالجة الصحيحة, فارتفاع درجة الحرارة قد يعني وجود التهاب ما , كما ان تسارع نبضات القلب او هبوط ضغط الدم قد يعنيان الاصابة بفقد السوائل أما ارتفاع ضغط الدم فقد يكون متصلا مع متلازمة انحلال الدم اليوريمي (HUS) او مرض هينوكشونلاين.
فحص البطن: قد يطلب من الطفل الاشارة الى موضع الألم الأشد. يحتاج الطبيب أن يفحص البطن بدقة لتحديد مكان الألم الحاد، أيضا الفحص العميق للبطن يساعد في معرفة وجود أي اورام أو تضخم في الأعضاء الداخلية، ومن المهم الاستماع لأصوات الامعاء.
فحص الشرج: قد يكون مفيد جدا للوصول الى التشخيص الصحيح في بعض الحالات .
فحص الأعضاء التناسلية للأولاد: قد يقودنا لمعرفة سبب ألم البطن، مثلا التواء الخصية.
فحص الجلد والأطراف: لمعرفة وجود أي نوع من الطفح الجلدي أو تورم المفاصل مما يفيدنا في التشخيص الصحيح.
التقييم المخبري والتشخيصي:
- التحاليل المخبرية الأساسية: ويعنى بها فحص الدم الكامل ,سرعة ترسب الدم , واختبار البروتين المتفاعل CRPوتحليل البول. يحبذ ايضا تحليل السكر لاستبعاد احتمالية الاصابة بداء السكري.
- تحاليل مخبرية أخرى قد تكون مهمة وتشمل تحليل وظائف الكلى , تحليل وظائف الكبد , انزيمات البنكرياس وكذلك تحليل البراز.
- تصوير البطن: عمل أشعة سينية للبطن اذا كان هنالك شك في وجود التواء أو انسداد في الامعاء, عمل أشعة سينية للصدر اذا كان هنالك شك في وجود التهاب رئوي.
تصوير البطن بالموجات الصوتية : يعتبر الخيار الأول لتصوير البطن لمعرفة سبب الألم خاصة في حالات الشك في وجود التهاب بالزائدة الدودية, وهو كذلك مفيد في تشخيص حالات انغلاف الامعاء والتواء المبايض
التصوير بالأشعة المقطعية للبطن هو الخيار التالي في حالة تعذر التشخيص عبر الموجات الصوتية .
التنظير للجهاز الهضمي أسفله قد يحتاج المريضا لى تنظير الجهاز الهضمي العلوي او السفلي في حالات محددة وحينها يمكن ايضا أخذ عينة من المعدة أو الامعاء وفحصها في المختبر.
المعالجة السريرة : من المهم جدا أن يكون ذلك موجها حسب المشكلة المرضية المتسببة في ألم البطن .
- اعطاء السوائل الوريدية للمريض قد يكون ذا أهمية قصوى خاصة في حالات فقد السوائل والصدمات.
- من الهم جدا تسكين ألم المريض عبر الأدوية المسكنة أو المهدئة. علما بأن هذه الأدوية لا مشكلة فيها ولا تؤثر في عملية تشخيص المشكلة المرضية الحقيقية.
- يجب أن يظل الطفل صائما خلال فترة التحاليل والتصوير مع تعويض جسمه بالسوائل الوريدية.
- استعمال أنبوب المعدة مهم جدا في حالات التواء أو انسداد الامعاء.
- الاحالة المبكرة للمريض الى اختصاصي الجراحة أو الاختصاصات الاخرى حسب الحالة
- التشاور بين استشاري الأطفال او الجراحة قد يكون ضروريا جدا.
ترخيص المريض للخروج من المستشفى:
- يتم ذلك عندما لا تكون هنالك أعراض مرضية خطيرة توجب بقاء الطفل بالمستشفى
- اذا كانت حالة الطفل تتماشى مع الألم الوظيفي غير المحدد عند الأطفال
- بعد وضع خطة متابعة واضحة للمريض للاطمئنان عليه
- بعد ان يتم تزويد الوالدين بنصيحة طبية مفصلة لمعرفة متى يجب عليهم العودة الى المستشفى ومراجعة قسم الطواريء دون تأخير.
إضافة تعليق