التحدي الأكبر هو كيفية الوصول الآمن لموقع الورم
الفريق الطبي استأصل الورم كاملا واستبدل الفقرات المصابة
كشفت المستشفى الأهلي عن استقبالها للطفلة (ن. م) والبالغة من العمر 10 سنوات في عيادة جراحة المخ والعمود الفقري وهي تعاني من ألم ظهري امتد على مدار شهرين، حيث أخذت حدة الآلام تزداد لديها باضطراد لتصل إلى درجة عالية من الشدة، الأمر الذي تسبب لها في اضطرابات النوم وعدم القدرة على الحركة أو الجلوس بدون تناول عقاقير مسكنة للألم. ورافق ذلك بدء ظهور أعراض جانبية معوية نتيجة التكرار في تناول تلك المسكنات. إضافة لذلك بدأت الطفلة تشكو من ثقل الطرفيين السفليين عند المشي.
بعد إجراء الكشف الطبي والفحوص الشعاعية، تبين إصابة الطفلة بانهدام كامل في الفقرة الظهرية الثانية) (T2نتيجة لوجود آفة ورمية داخل الفقرة، مما سبب انضغاطاً على النخاع الشوكي.
وعلى الفور اتخذ الأطباء القرار بإجراء عمل جراحي للمريضة بعد أن تمت مناقشة دواعي الجراحة وأهدافها مع والدي الطفلة والتي تمثلت في معالجة تلك الأعراض الحادة من الآلام وضعف أعصاب العضلات وذلك عن طريق رفع الضغط عن النخاع الشوكي والأعصاب، وإعادة تشكيل العمود الفقري وتثبيته، بالإضافة لتأكيد التشخيص بالفحص المخبري للأنسجة المريضة المستأصلة.
ونظرا لندرة مثل هذه الحالات كان التحدي الأكبر هو كيفية الوصول الآمن لموقع الورم خصوصا أن الجزء المصاب من العمود الفقري هو في الفقرات الصدرية العليا والتي تقع مباشرة خلف الشرايين الرئيسية الخارجة من القلب، والأوردة الرئيسية الداخلة إليه، إضافة إلى بنى أخرى كثيرة حساسة. تم التخطيط لخطوات العملية الجراحية بدقة متناهية بواسطة جراحي الأعصاب بمعاونة استشاري الأوعية الدموية بعد دراسة صور الرنين المغناطيسي وأشعة الكمبيوتر الطبقية.
وتم إجراء العمل الجراحي بمدخل أمامي عبر العنق وأعلى الصدر باستخدام المجهر الجراحي. ليتبين حينئذ أن الأمر لم يقتصر على تآكل الفقرة الصدرية الثانية، إلا أن الورم قد امتد كذلك للنصف العلوي من الفقرة الثالثة. إلا أن ذلك لم يثني الفريق الطبي عن المتابعة والذي قام باستئصال الورم كاملا وإزالة الفقرات المصابة واستبدالها بفقرة صناعية من معدن التيتانيوم تم ثبيتها بصفيحة معدنية على الفقرات السليمة المجاورة.
هذا التدخل الجراحي السريع والدقيق مكن الفريق الطبي بالمستشفى الأهلي أن يرفع الضغط الحاصل على النخاع الشوكي واسترجاع الشكل الطبيعي للعمود الفقري في المنطقة. وبتوفيق الله تكلل العمل الجراحي بالنجاح. وخرجت الطفلة من المستشفى بعد ثلاثة أيام فقط من تاريخ الجراحة. وقد ثبت مخبرياً أن الورم من النوع الحميد.
ومن جانبهما أكد والدي الطفلة (ن. م) أنها كانت تعاني من ألم أعلي الظهر جعل لديها صعوبة في التنفس لدرجة أن المسكنات أصبحت عديمة الفائدة، الأمر الذي دفع بالوالدين للتوجه إلى إحدى المستشفيات في الدوحة، وتم عمل أشعة مقطعية عديدة للطفلة دون التوصل إلى سببب أو مكان الألم. حيث تم إعطائها مسكنات وتحويلها إلى العلاج الطبيعي، إلا أن حالتها كانت تزداد سوءا والآلام تزداد حدتها يوما بعد يوم، إلى أن راجع الوالدين قسم العظام في المستشفى الأهلي، حيث تم تشخيصها في قسم العظام، عندما أظهرت صور الرنين المغنطيسي للظهرإلى وجود مشكلة في فقرات الرقبة ليتم تحويلها بعد ذلك إلى قسم جراحة الأعصاب والعمود الفقري، حيث قرر الدكتور فاتح البشير اجراء عملية مستعجلة للطفلة، وأشاد الوالدين بدور الأطباء وتعاونهم بين بعضهم البعض لإنقاذ الطفلة.
إضافة تعليق