جمال حماد -نائب الرئيس التنفيذي-المستشفى الأهلي
قال الله تعالى “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(29) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)” [العلق].
“اقرأ” أول أمر إلهي نُزل على نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وهوالسبب في كل ما نعيشه من تطور واكتشافات في زمننا الحاضر وهو المفتاح الذي يفتح لنا أبواب النجاح والرقي والازدهار… وهو النواة والركيزة الأساسية لإكتساب المعارف.
عزيزي القارئ، اقرأ… ثم اقرأ.. ثم اقرأ فالقراءة تزيد مداركك اللغوية وتفتح أبوباً وتزيد من فرصك في التعرف على الكثير من المصطلحات والتركيبات اللغوية سواء كانت في اللغة العربية أو في العلوم المختلفة الأخرى كالطب والعلوم الرياضية… وغيرها.
كما أنه من ثنايا هذه السورة أنه جاء بأداة التعليم وهي القلم وهو كان وما يزال أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة الإنسان فعندما يكتب الأنسان ما يقرؤه حتي يرسخ في ذاكرته ولا ينساه… جرب ذلك بنفسك لتدرك أن الكتابة بالقلم ترسخ المعلومة في ذاكرة العقل أكثر من أي وسيلة أخرى للتعليم وهي الظاهرة التي اجتمع عليها أغلب المتفوقون.
ويحضرني في هذه اللحظه جواب عمٌ لي قد شارف على التسعين عاماً – أمد الله في عمره وصحته – عندما سألته كيف تقضي وقتك وأنت وحدك الآن؟! فقال لي، وقد اعتلت وجهه بسمة لطيفة، أنا لست وحيدا طالما هذا رفيقي مؤشرا باصبعه نحو كتاب كان بجانبه على الطاولة! وقد اشتهر عني أني أسمي عمي هذا – حفظه الله – بالمكتبة المتنقله لكثرة ما في بيته من الكتب وأهمها لديه القرآن الكريم وكتب التفاسير…
القراءة رحلة تحمل القارئ إلى عوالم مختلفة يعيشها للحظات حيث يتعرف على حكايات يتعلم من العبر ويضحك ويبكي أو قد يشعر بمشاعر مختلطة، فضلًا عن ذلك فإن موضوع الكتاب نفسه قد يكون سببًا في مضاعفة تلك السعادة وذلك الاسترخاء؛ وهذه المشاعر تساعد على خفض ضغط الدم وإفراز هرمونات مفيدة لقوة الذاكره وصحة العقل والجسم.
هل أراك وضعت خططاً عديدة لتصبح القراءة أحد أركان يومك؟… هل قلت سأخصص لها ساعة كل يوم وأكثر من ذلك في عطلة نهاية الأسبوع؟… أغلبنا من الجيل السابق قال ذلك؛ ولكن كم منا فعل؟؟؟
لا يزال من الوقت متسع طالما لم يزل من العمر بقية… بادر لتكتشف أن “خير جليس في الزمان كتاب”… ودمتم في رعاية الرحمن.
إضافة تعليق