د. حسان الصواف: حمى البحر المتوسط مرض نادر جداً يسبب إصابات متعددة في الجسم
راجع المستشفى الأهلي مريض في العقد الخامس من العمر، كان يشتكي من ارتفاع في الحرارة، وألم في الصدر، وتعرق شديد، وإعياء، وضيق في التنفس. حيث بدأت الأعراض منذ عدة أسابيع وراجع خلالها عدداً من المراكزالطبية في بلده وأماكن أخرى، ولكنه لم يشعر بالتحسن بل ازدادت حالته سوءاً.
وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تبين وجود قصور تنفسي شديد مع قصور قلبي شديد، قد ناجما عن تجمع كبير للسوائل في غشاء الجنب المحيط بالرئة اليسرى، وكذلك بغشاء التامور حول القلب، مما تسبب بانضغاط حاد للرئة والقلب، وأحدث هذه الحالة الحادة كادت تودي بحياة المريض.
وبإجراء بعض الفحوص المساعدة تبين إصابته بمرض حمى البحر المتوسط، حيث بين التشخيص السريري وعمل الأشعة بأن هناك التهابا في الرئة اليسرى، مع وجود انصباب سائل غزير بالرئة اليسرى.
من جانبه أوضح الدكتور حسان الصواف استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية، أن حمى البحر المتوسط تعتبر من الأمراض النادرة جداً، وسميت بذلك نسبة إلى الأشخاص الذين يعيشون في منطقة البحر المتوسط، كما في حالة هذا المريض.
فتم إدخال المريض إلى قسم العناية المركزة لإجراء عمل جراحي بوضع أنبوب صدري لتفريغ الجنب الأيسر، وأيضا بالتعاون مع الدكتور جمال بن دعاس استشاري أمراض القلب من مركز الأهلي للقلب. وتم وضع أنبوب لسحب جميع السوائل من غشاء التامور،
وبدأت حالة المريض بالتعافي التدريجي والتحسن، كما عادت وظائف القلب إلى طبيعتها.
وذكر الدكتور الصواف، أنه ليس هناك من أسباب واضحة للإصابة بهذا المرض، مبينا أنه في حال عدم وضع التشخيص المناسب والعلاج المناسب في الوقت المناسب لمرضى حُمَّى البحر الأبيض المتوسِّط، قد يتسبب ذلك بحدوث قصور قلبي وتنفسي، وقد ينتهي أحيانا بالداء النشواني، وهو عبارة عن ترسب بروتين ذي شكل غير اعتيادي، يُسمَّى البروتين النشوانيّ في الكلى، وفي العديد من الأعضاء والنُّسُج، مما يتسبب بالتأثير على وظيفة هذه الأجهزة الحيوية.
إضافة تعليق