أجرى المستشفى الأهلي عملية تغيير الصمام الأبهري بنجاح، لمريض يبلغ من العمر 49 عاماً، كان يعاني من ضيق في التنفس، وألم في الجهة اليسرى من الصدر، شبيه بألم الذبحة الصدرية، مع الشعور بضغط شديد، وثقل في منطقة الصدر، يخف تدريجياً مع الراحة، واضطرابات في نبضات القلب، كالخفقان، والشعور بالتعب والإرهاق، خصوصاً عند الإجهاد.
وأثناء مراجعة المريض للعيادات الخارجية للمركز الأهلي للقلب والأوعية الدموية في المستشفى الأهلي، تمكن فريق الأطباء من الكشف عن التضيق في الصمام الأبهري الذي يفصل بين البطين الأيسر والشريان الأبهري والذي تنبثق منه شرايين الجسم.
كما أن التضيق في الشريان الأبهري يسبب نقصاً في منسوب تدفق الدم عبر الشريان الأورطي، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى نقص أو هبوط في تروية أعضاء الجسم، كالقلب والدماغ.
ومن جانبه، نوّه الدكتور عاطف استشاري جراحة القلب والأوعية الدموية في المستشفى الأهلي، بأن السبب الأكثر شيوعاً لتضيق الصمام الأبهري في الدول المتقدمة هو التدهور المستمر والمتقدم في أنسجة الصمام، بسبب التقدم في السن عادة، لكن هذه الحالة من التدهور والتعب تتسارع لدى المرضى الذين لديهم عيب خلقي، كما أن تراكم التكلسات قد يسرّع تفاقم تضيق الأبهري، بسبب تصلّب الصمام والحد من الحركة داخله. وتسبب الحمى الروماتيزمية أيضاً التضيق الأبهري من خلال إنتاج الأنسجة المتندبة على الصمام نفسه، مما يجعله يتضيق.
ومع أن هذا النوع من الحمى أصبح نادراً في الدول المتقدمة، إلا أنه ما زال يحدث بوصفه من مضاعفات الحمى القرمزية والتهاب البلعوم العقدي. وقد يستغرق التضيق الأبهري سنوات كثيرة، قبل أن يظهر لدى المرضى الذين عانوا من الحمى الروماتيزمية. وتشمل عوارض التضيق الأبهري الإعياء، والدوار، وألم ضغط في الصدر، والنفخة القلبية، وضيق في التنفس لدى ممارسة النشاط الجسدي، وخفقان في القلب، وإغماء.
وأضاف أن في كثير من الحالات يقضي العلاج الطبي الأمثل للمرضى الذين يعانون من تضيق حاد باستبدال الصمام الأبهري، كما في حالة هذا المريض، حيث تم استبدال الصمام بنجاح، واختفاء الأعراض بعد العملية.
وأوضح أن هناك العديد من الأعراض التي قد تظهر وتبين أنّ هناك مشكلة في الصمام الأبهري، ومنها حدوث ضيق التنفس، بسبب عدم مقدرة العضلة القلبية، وبخاصة البطين الأيسر، على ضخ الدم خلال الصمام المتضيق، وعلى وجه التحديد في حالات بذل الجهد، مما يؤدي إلى تحشر الدم في الدورة الدموية الصغرى، ثمّ في الأوعية الدموية في الرئة. وليس بالضرورة حين ظهور ضيق التنفس، أن يكون البطين الأيسر قد تضرر بشكل كامل، ولكن يجب الاهتمام بالعلاج، وعدم تأجيله، تفادياً لحصول أي أضرار على البطين الأيسر، ومن ثمّ على العضلة القلبية.
ومن الأعراض الأخرى التي يعاني منها ما بين 30 و40%، بسبب تضيّق الصمام الأبهري، الذبحة الصدرية، حيث تظهر عند بذل الجهد، ويعاني أيضاً البعض من حالة إغماء مرافقة للذبحة الصدرية، وتتراوح نسبتهم ما بين 13 و25%، ويعتبر الإغماء من الأعراض الخطيرة، وذلك لأنّه مؤشر سلبي على عدم مقدرة القلب على تلبية الحاجة المتزايدة من الدم، بسبب ضيق الصمام، وبالتالي حدوث عجز بين مقدرة الضخ والحاجة، الأمر الذي يؤدي إلى نقص التروية الدماغية، ويمكن أن يحصل تباطؤ في القلب، نتيجة ضرر قد يصيب العقدة الأذينية البطينية، وبالتالي بمجرد حدوث الإغماء، يجب تتبع العلاج بشكل صحيح، خوفاً من حصول حالة وفاة فجائية.
د. عاطف بن يوسف – استشاري جراحة القلب والأوعية الدموية
إضافة تعليق